المرأة في الفكر الجماهيري تحديات الواقع وآفاق المستقبل

الملخص

من الحقائق الثابتة التي لا يختلف عليها اثنان أن قضية المرأة حقوقها وواجباتها، موقفها من الرجل وموقفه منها، أمور لا زالت مثار جدل ونقاش على النطاق العالمي. وقضية المرأة ليست قضية المجتمعات النامية أو المجتمعات المتقدمة، إنها قضية المرأة في كل المستويات مهما اختلفت درجة تقدم أو تأخر المجتمعات التي تعيش فيها. "و إذا كان لنا أن نعرض قضية المرأة بتبسيط شديد فإننا نقول إنه من الزاوية الإنسانية المرأة هي شريك الرجل في مصير الإنسانية وبهذه الصفة فإن الأمر الطبيعي أن تكون لها نفس الفرصة وتتحمل معه ذات المسؤولية وتكون لها نفس الحقوق بحكم مشاطرتها له ومناصفتها معه دورة الحياة ". ومع ذلك فإن القضية ليست بهذه السهولة وبهذا التجريد النظري البسيط لأن الحديث عن الفرصة المتكافئة والمسؤولية المتيقظة للمرأة مع شريكها الرجل متمايزة إلى حد بعيد في كل مجتمع من المجتمعات رغم وحدة المشكلة. ففي المجتمعات التي سبقت إلى الأخذ بأسباب التقدم المادي نلاحظ أن المرأة قطعت شوطا كبيرا في اقترابها من الرجل على مستوى الحقوق وقد كان هذا الاقتراب على حساب الدور الطبيعي للمرأة وهو الأمومة. أما المجتمعات النامية فإن أزمة المرأة تكمن في الواقع في عزلتها عن مجريات الحياة وعدم مشاركتها فيها وتخلفها الذي يبتعد حتى عن المجتمعات المتخلفة التي تعيش فيها فلا زالت المرأة في المجتمعات النامية تجادل من أجل حقوقها في العمل والتعليم والمعرفة والثقافة وحق المشاركة السياسية وحق اختيار الزوج. وهذا يؤكد لنا أن أزمة المرأة لم تحل لا في المجتمعات الصناعية المتقدمة ماديا ولا في المجتمعات النامية سواء بسواء.