آليَّاتُ التحيُّزِ والتَّمييز في تقديم صورة المرأة في المحتوى الصَّحفي الخاص بالحوادث والجريمة: أُطر بناء ونَمذَجة ثنائية الخير والشَّر من منظور ثقافة حقوق الإنسان

نوع المستند : البحوث والدِّراسات.

المؤلف

عميد کلية الإعلام – جامعة مصر للعلوم والتکنولوجيا.

المستخلص

تعنى الدراسة بتحليل مؤشرات حضور صفات وأدوار المرأة للکشف عن مستويات التمييز وآليات بناء التحيزات في المحتوى الظاهر والضمني للنصوص والخطابات الإعلامية وتحديدا الصحفية المعنية بتغطية الحوادث والجريمة، بالاعتماد على الإطار النظري للتحليل الثقافي وفى سياق منظومة حقوق الإنسان المعاصرة.
وتحددت مشکلة البحث في تحليل سمات تقديم صورة وأدوار المرأة کما تقدمها قصص الحوادث والجريمة، وعبر رصد وتحليل مختلف الأدوار والصفات التي تشکل مجمل صورتها داخل السرد لقصص الجريمة، مع استخلاص طبيعة الأطر التي يتم توظيفها في السرد لبناء صورتها المقدمة وعلاقة ذلک بمنظومة ثقافة حقوق الإنسان.
وتعتمد الدراسة على أدوات تحليل الخطاب الصحفي، والتي تنطلق من کون المضمون الصحفي موضع الرصد والتحليل يشکل في مجمله خطابا له بنية ووظائف يتشکل عبر واقع اجتماعي محدد، وتوظف الدراسة أداة تحليل القوى الفاعلة لتحليل الصفات والأدوار المقدمة عن المرأة، وأداة تحليل المضمون فيما يخص رصد وتحليل الأبعاد الکمية لتوصيف مجالات الجرائم ونوع الفاعلين المرکزيين داخلها وما تتضمنه من مؤشرات تمييز.
- وتوضح النتائج وجود توسع في تقديم صورة اختزالية للمرأة وأحادية البعد، وتعمد الى تقديم سمات مطلقة من خلال نشر وتقديم قصص الجرائم بالترکيز على التفاصيل الجاذبة غير المألوفة والتي تمنح التغطية طابعها المثير، مع السعي الى ادانتها سواء مباشرة عبر الأدوار والصفات المنسوبة لها في التغطية أو عبر نمط من توظيف تصريحات المصادر والتي تقدم بدورها في هذه الإدانة.
- التوجه نحو تقديم أدوار وأوضاع المرأة داخل ثقافة تقليدية سلبية، بالترکيز على استدعاء مأثورات شعبية عن دور الحماة مثلا، أيضا يتم تقديم أدوار للمرأة ترکز على المظهر الأنثوي ولا تعنى بالعقل والدور الاجتماعي والمهنة ومهام العمل العام، من خلال تقديم المرأة في القصص المنشورة عبر وحدات لغوية دالة مثل تعبيرات "عروسه الفاتنة " وأيضا " فتاة رائعة الجمال".
- کما يتم عبر عدد من النماذج إفراغ المهن التي تعمل بها المرأة من مقوماتها ودلالتها باعتبارها عمل جاد شريف والسعي نحو تقديم هذا العمل باعتباره مسئولا عما تتعرض له من حوادث تحرشات، کذلک يتم السخرية من بعض المهن التي بدأت تعمل بها المرأة.
 - تقديم أفعال المرأة وجرائمها باعتبارها غير مبررة وأنها تعبير عن فطرة أنثوية لا سبب موضوعي لها، فمثلا يتم تغطية اقدام المرأة على الانتحار کأنها حدث لا مبررات له، نتيجة غياب البعد التحليلي والاستقصائي الذى يجعل من سلوکيات المرأة المقدمة في هذه التغطية بلا تفسير منطقي، کما يتم الاعتماد کلية على الرجل في تقديم شهادته عن المرأة وإدانتها.
- هناک ترکيز على إسناد مسئولية غالبية الجرائم موضع التغطية للمرأة سواء تم ذلک بصورة مباشرة کأن تکون المرأة متهمة وفق التحقيقات أو من خلال تقديم التغطية لها کمسئولة بشکل ضمني ودافعة لحدوثها حتى لو لم تکن هي الجانية، وجاءت الأطر التي تحمل الرجل مسئولية الجرائم کجاني في مرتبة تالية، في حين جاءت أطر المسئولية التي ترکز على عوامل مجتمعية تخص السياق الاجتماعي والاقتصادي في مرتبة أخيرة، وهو تکريس لنمط يعالج الجريمة برؤية تختزلها في جانى وضحية خارج مختلف السياقات الأشمل لحدوث الجريمة.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية